حجم كارثة السيول في محافظة الحُدَيْدَة اليمنية.. تكشفه الأقمار الصناعية!

زهرة القدسي وعبدالرحمن جلود

9/7/2024

حجم كارثة السيول في محافظة الحُدَيْدَة اليمنية.. تكشفه الأقمار الصناعية!

طوال العقد المنصرم، عانى اليمن كثيرًا من الصراعات الداخلية غير المتناهية، واضطراب الوضع السياسي الذي أثَّر بشكل مباشر على البنية التحتية وغيرها من القطاعات الحيوية. تذكر اليونسيف أنه بالرغم من تراجع حدة النزاع النشط منذ نيسان/أبريل 2022، إلا أنه ما زال هناك قرابة 10 ملايين طفلٍ بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية حتى مارس/آذار 2024. بينما ذكرت هيومن رايتس ووتش أن أكبر الأزمات الإنسانية في العالم يمر بها اليمن، إذ يحتاج 21 مليون يمني للمعونة، كما يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية والبنى التحتية.
ضاعفت التأثيرات السلبية الناتجة عن التغيُّرات المناخية المعاناة في اليمن، إذ دمرت الظواهر الجوية القاسية مرافق الريّ؛ ما أدى إلى فقدان سبل العيش الزراعية، وفرضت ضغوطًا إضافية على موارد المياه والأراضي الأخرى. يذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه "من المتوقع أن يكون تغيُّر المناخ سببًا في أكثر من 121,000 حالة وفاة في اليمن بحلول عام 2060".
يُعَد تغيُّر المناخ، وارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، والظواهر الجوية المتقلبة التي تضرب اليمن بشدة، من أهم أسباب دمار البيئة والتأثير على سبل العيش وصحة الأفراد في اليمن.
تشكِّل الزراعة عنصرًا رئيسيًا للحياة في اليمن، إذ يعتمد ثلثا اليمنيين على الزراعة في معيشتهم، وفقًا لبيانات البنك الدولي. وتتأثر الزراعة في اليمن بتلك التغيرات المناخية أيضًا كون أغلبها زراعة مطيرة، أي تعتمد على مواسم الأمطار في ريّ المحاصيل. بالإضافة لتكرار حدوث الفيضانات والسيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة خلال العام، التي لا تؤثر على الزراعة والأراضي الزراعية فقط، بل أيضًا البنية التحتية، متسبّبةً بتعطيل الخدمات الأساسية ونزوح السكان.

إعداد: زهرة القدسي و عبدالرحمن جلود

07/09/2024

مواسم مطيرة

يعتمد اليمن على المياه الجوفية غير المتجددة كمصدر رئيسي للمياه المستخدمة، التي يستهلكها لسنوات عدّة متجاوزًا بذلك قدرته المائية. يذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن اليمن استنفد المخزون الطبيعي للمياه لـ 10,000 سنة على مدى الخمسين السنة المنصرمة.

بالرغم من ذلك، يعدُّ هطول الأمطار والمواسم المطرية حدثًا مهمًا في حياة المزارعين لإرتباطه بمواسمهم الزراعية، كممارسة ثقافية سائدة. وتؤثر هذه الأمطار على حوالي 50٪ من الأراضي المزروعة حسب الفاو. كما يعتبر مناخ اليمن متنوع عمومًا، نظرًا للموقع الجغرافي والتضاريس المتنوعة التي يمكن ملاحظة تأثيرها. يذكر الجهاز الوطني للمعلومات أنّه ورغم إطلالة اليمن على بحرين، البحر الأحمر والبحر العربي، إلا أنّ ذلك لم يكن ذا تأثيرٍ واسع على مناخ البلاد، واقتصر على معدلات الرطوبة وتعديل بعض خصائص الرياح.

ويمتلك اليمن موسمين للأمطار، الأوّل في فصل الربيع، أي في شهريّ مارس/آذار وأبريل/نيسان، والثاني في فصل الصيف، أي في شهريّ يوليو/تموز وأغسطس/آب. يعدُّ الموسم الثاني "الصيفي" الأكثرّ مطرًا، كما تتباين كمية الأمطار تباينًا مكانيًا. يذكر الجهاز الوطني للمعلومات أن "أعلى كمية تساقط سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب وتعز والضالع ويريم، حيث تتراوح كمية الأمطار الهاطلة هناك ما بين 600-1500 مم سنويًا، وتقلّ كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا".

في الأعوام الأخيرة، يهدد تغيُّر المناخ والتقلبات المصاحبة معه شكل المواسم المطيرة، ما ينبئ عن مستقبل أكثر انتكاسة. ويذكر تقرير آخر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن أنماط وتوقعات هطول الأمطار في اليمن ستكون الأكثر ضبابية وتنوعًا إقليميًا. ولكن من المرجح أن يشهد اليمن سيولًا وفيضانات أكثر توترًا وشدة.

في نفس التقرير، ذُكر أنّ المرتفعات وساحل البحر الأحمر ستشهد تزايدًا في هطول الأمطار في فصل الصيف مستقبلًا، في حين لا يقتصر فقط على زيادة متوسط الهطول وإنما ستتصاعد أيضًا درجة التباين وعلى نحوٍ كبيرٍ ما سيؤدّي إلى بروز ظواهر طبيعية أكثر تطرفًا كالسيول والفيضانات. وفقًا لبيانات مركز IDMC تسببت الفيضانات بنزوح ما يقارب 85.1 ألف شخصٍ داخليًا، مقابل 4.6 ألف نازح بسبب الصراع الدائر.

مخطط بياني من بيانات مركز IDMC تظهر عدد النازحين داخليًا بسبب الصراع والفيضانات خلال الستة الأشهر الماضية.

الحديدة في مرمى السيول


تقع محافظة الحديدة اليمنية على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا. إن تضاريس محافظة الحديدة تجعلها مصبًا للمياه الجارية، فهي تتكون من سهل منبسط قليل الانحدار نحو البحر، وتشغل مقعراتها مجاري روافد الوديان التي تصب أيضًا في البحر.

خريطة تظهر حدود محافظة الحديدة، اليمن.

خلال السنوات الخمس الأخيرة، شهدت المحافظة ارتفاعًا في مستويات هطول الأمطار، وصلت إلى ذروتها في أغسطس/آب صيف 2022 مسجّلةً 133.65 ملم مكعب، ما تسبب بكارثة إنسانية لا تقل فظاعة عن باقي الأعوام.

هذا العام، تحديدًا في 6 أغسطس/آب 2024. شهدت المحافظة فيضاناتٍ وسيولًا كارثية حيث بلغت المنطقة المتأثرة والمغمورة بالمياه حوالي 485 كيلومتر مربع حسب بيانات الخرائط التي قمنا بإعدادها، كما أجبرت الفيضانات والسيول 150 إلى 170 ألف ساكن إلى النزوح.

رسم بياني يوضح كميات الأمطار في الأعوام الخمس الماضية على محافظة الحديدة.

خريطة بيانات للمواقع المتأثرة في محافظة الحديدة نتيجة السيول ليلة 6 أغسطس/آب 2024 باستخدام تحليل صور القمر الصناعية Sentinel-2

تذكر الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أنّ كمية الأمطار المتساقطة على محافظة الحديدة وصلت لحوالي 95.9مليمتر مكعب من الساعة 11:30 تاريخ 6 أغسطس/آب 2024 إلى 11:30 تاريخ 7 أغسطس/آب 2024. لم تكن أسباب الفيضانات هي تساقط الأمطار الغزيرة على المحافظة فقط، بل تساقطها أيضًا في باقي المحافظات المجاورة التي صبّت مجاري وديانها وسهولها باتجاه الحديدة خلال اليومين الماضيين.

كمية الأمطار من 11:30 تاريخ 6 أغسطس/آب 2024 إلى 11:30 تاريخ 7 أغسطس/آب 2024.

كمية الأمطار من 10:50 تاريخ 5 أغسطس/آب 2024 إلى 10:50 تاريخ 6 أغسطس/آب 2024.

حركة الغيوم الماطرة ليلة العاصفة.

نشر مستخدمو/ـات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام جانبًا من تلك الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والأراضي الزراعية. يظهر فيديو نشره حساب المركز الإعلامي لأنصار الله منطقة المنصر، الأضرار والدمار على طريق صنعاء-تعز في مديرية المنصورية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية هذه الأضرار بوضوح.

مقارنة موقع لأحد الصور التي نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله لموقع منطقة المنصر في مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة. يمكن ملاحظة السيول الجارية.

بالطبع لم تكن المنطقة الوحيدة المتضررة، فقد نشر المركز أيضًا صورًا لمنطقة كسارة في مديرية زبيد في محافظة الحديدة. تظهر السيول وهي تشق الطريق في الصورة التي تطابق بالفعل صور الأقمار الصناعية هناك.

مطابقة لصورة نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله وموقع منطقة الكسارة في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة.

بالإضافة لمديرية القناوص التي ظهر تأثرها أيضًا بالسيول الجارفة، كما ظهر في لقطات نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله.

مطابقة لصورة نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله وموقع بمديرية القناوص بمحافظة الحديدة.

مديرية الدريهمي تعرّضت أيضًا للأضرار، إذ يمكن ملاحظة المسطحات المائية الناتجة عن السيول والفيضانات في قرية اللاوية عزلة المساعيد بالمديرية عبر الأقمار الصناعية ولقطات الفيديو التي نشرها أيضًا المركز الإعلامي.

مطابقة لصورة نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله وموقع لقرية اللاوية عزلة المساعيد بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.

وبعد رصد نوى ميديا صور الأقمار الصناعية ليوم 7 أغسطس/آب 2024 وجدنا منطقة تُدعى محل البُن بمديرية الدريهمي محافظة الحديدة، غمرتها مياه الفيضانات والسيول بالكامل.

وبالبحث عن صور للمنطقة وجدنا تقريرًا مصورًا نشرته الجزيرة في 26 أغسطس/آب 2024 يُظهر لقطات تدّعي أنها للمنطقة نفسها، ويذكر التقرير أنهُ صُوِّر يوم 8 أغسطس/آب. بمزيدٍ من البحث، وجدنا اللقطات منشورة يوم 7 أغسطس/آب على حساب اليمنية TV وهي لقطات تعود إلى الكارثة التي حدثت ليلة 6 أغسطس/آب ، أي تطابق ما ظهر في صور الأقمار الصناعية.

صورة متحركة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر انجراف منطقة محل البن، بمديرية الدريهمي محافظة الحديدة بالسيول والفيضانات التي ضربت المحافظة ليلة 6 أغسطس/آب 2024.

الزراعة المتأثر الأول


يلعب القطاع الزراعي في اليمن دورًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية، فوفقًا لبيانات البنك الدولي وصلت نسبة المساحات المزروعة في 2021 إلى (44.4%) من إجمالي مساحة الأراضي اليمنية. كما تذكر أن متوسط مساهمة القطاع الزراعي حوالي (28.7%) من إجمالي الناتج المحلي في 2018.

بالرغم من ذلك، تعدّ الزراعة أكثر القطاعات تأثّرًا بالتغيرات المناخية والظواهر الطبيعية القاسية التي تؤدي بالعادة إلى إتلاف المحاصيل وتدميرها. يذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه "يمكن أن تؤدي دورات الجفاف والفيضانات المستمرة إلى تفاقم جريان المياه وتآكل التربة، مما يعيق إنتاج المحاصيل مستقبلًا".
أعلن الهلال الأحمر اليمني تضرر 19 محافظة نتيجة الفيضانات من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب 2024، ما أثّر على 63,195 أسرة. كانت المحافظات الأكثر تضررًا هي حجة والحديدة ومأرب وتعز وصعدة والجوف وذمار. وأغلبية تلك المحافظات تمتلك مساحات زراعية شاسعة وخصبة. يمكن ملاحظة تلك المساحات الزراعية محددة بالنقاط الصفراء في بيانات الخرائط التي أعدّها فريق التحقيق.

خريطة بيانات للغطاء النباتي و الحقول الزراعية في محافظة الحديدة باستخدام تحليل صور القمر الصناعي Sentinel-2 باللون الاصفر الاراضي الزاعية و اللون الاحمر يمثل المناطق السكنية و اللون الاخضر يمثل الغابات .

بالعودة إلى المحتوى البصري المتداول عن ليلة الكارثة على الحديدة، ظهرت أراضٍ زراعية واسعة متأثرة في الحديدة جرفتها السيول أو أغرقتها الفيضانات. كما تداولت وسائل الإعلام ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لقطاتٍ لأشجار تعرّضت أيضًا للجرف. ولنا أن نستوعب حجم التأثير باعتبار الحديدة تعد من أهم المحافظات التي تزود اليمن بسلتها الغذائية.

عند مقارنة المساحات الزراعية عبر صور الأقمار الصناعية الملتقطة يوم 7 أغسطس/آب 2024، يمكن ملاحظة حجم التأثر. أجرينا المقارنة بين صور مأخوذة لجزء من محافظة الحديدة من خريطة البيانات "المحددة باللون الأصفر" للمساحات الزراعية، مع تلك الصورة المأخوذة عبر الأقمار الصناعية والتي عرفت المناطق الممتلئة بمياه السيول والفيضانات باللون الأزرق الداكن، يمكن الاستنتاج أن أغلبية المناطق الزراعية قد أغرقتها المياه.

صور المقارنة:

مقارنة صور أقمار صناعية لمناطق زراعية متأثرة بالسيول والأمطار في محافظة الحديدة بليلة 6 أغسطس/آب و مقارنتها بما تم تحليله.

أمراض منتقلة


لا تؤثّر السيول والفيضانات على البنية التحتية فقط بل تتسبّب أيضًا في تدهور الوضع الصحي وظهور الكوارث الصحية. أبرز العواقب الصحيّة المرتبطة بالفيضانات هي التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجهاز الهضمي والأمراض التي تنتقل عبر المياه، إضافةً للحُميّات والأمراض التي تنقلها الحشرات نتيجة للمياه الملوثة والراكدة. كما تتفاقم أسباب الوفاة بسبب ضعف البنية التحتية التي تحول دون انتقال المدنيين إلى المرافق الصحية. زد على ذلك، تؤدي الفيضانات إلى تدمير أنظمة الإمداد، وطرق الري، وتلوّث مصادر المياه النظيفة بمياه الصرف الصحي.


يأتي هذا الوضع ليزيد حجم المعاناة، حيث تشهد اليمن من الأساس وضعًا صحيًا مريعًا، ففي 2017 زي خلال عام واحد فقط وصلت حالات الكوليرا المشتبه بها المسجلة وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية إلى أكثر من مليون و227 ألف حالة. وفي 2019 كانت تُسجل حوالي 1200 حالة يوميًا. كما تؤكد البيانات تسجيل أكثر من 2.6 مليون حالة كوليرا مسجلة بين 2016 و 2022، مسببةً 4 آلاف حالة وفاة.

مؤخرًا أبلغت منظمة الصحة العالمية عن تفشي الإسهال المائي الحاد وحالات الكوليرا المشتبه بها. وذكرت أن عدد الحالات المسجلة في الفترة ما بين 1 يناير/كانون الثاني و29 أبريل/نيسان 2024 في جميع المحافظات الـ 22 بحوالي 30,000 حالة غالبيتها تتركز في المناطق الشمالية.


مع تزايد عدد حالات الاشتباه، توقعت منظمة الصحة العالمية في مايو/أيار 2024 أن يتراوح العدد الإجمالي لحالات الكوليرا بين 133 إلى 255 ألف حالة بحلول سبتمبر/أيلول 2024. لا يمكن الجزم إن كانت تلك التوقعات تضمنت الكوارث الطبيعية المتمثلة بالفيضانات والسيول خاصةً أنها ضربت بعض المحافظات اليمنية المتأثرة بانتشار الكوليرا مؤخرًا خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب، ولكنها بالفعل شملت نقص التمويل و انعدام توافر مراكز صحية بالاضافة لنقص الإمدادات بسبب العمليات العسكرية في البحر الأحمر، التي تجعل فرق الاستجابة السريعة في وضع خطر للاستجابة لأعداد كبيرة من طالبي الرعاية الصحية.


ناهيك عن مصرع وفقدان الكثيرين نتيجة الغرق أو سحبهم مع السيول. أعلنت منظمة الصحة العالمية أيضًا أن فيضانات كبيرة نتيجة الأمطار الغزيرة في ليلة السادس من أغسطس/آب 2024 أدّت إلى مصرع 30 شخصًا وفقدان 5 آخرين.

وذكرت المنظمة أن: المياه غمرت "مستشفى باجل والمراكز الصحية في مديريات المراوعة والزيدية والزهرة، ولحقت أضرار جسيمة بمركز السُل، ودمرت جميع المعدات والأدوية فيه".

تتجلى التحديات المناخية في اليمن بوضوح مع تصاعد الكوارث البيئية والظواهر المناخية المتطرفة. ومع ذلك، يبدو أن الصراع السياسي المستمر في البلاد يعوق تنفيذ خطط التكيّف وإدارة المخاطر التي تعتبر أساسية لمواجهة هذه التحديات. إن المستقبل المناخي في اليمن ينذر بالخطر، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة لتخفيف التأثيرات السلبية وتطوير استراتيجية مستدامة للتكيف مع التغيرات المناخية.

صورة أقمار صناعية تظهر تأثر مديرية المراوعة في محافظة الحديدة باستخدام Sentinel-2

فـريـق نـوى مـيـديـا

إعداد : زهـرة الـقـدسي - عبد الرحمن جلود
تحرير : زهراء ديراني
دعم تقني : حسين خليل
الإعداد البصري : بيان عثمان