!تفجير منازل الخصوم في اليمن، نهج أم أفعال فردية

تفجير منازل الخصوم في اليمن، نهج أم أفعال فردية!

تحقيق حول تفجير منزل وتضرر آخرين في رداع بمحافظة البيضاء.

بينما تستمر الأزمة الإنسانية في اليمن باعتبارها الأسوأ في العالم، ومع ازدياد أعداد الهجرة والنزوح، حيث تذكر منظمة العفو الدولية أنه تم "تهجير قرابة 4.56 مليون نسمة بفعل النزاع، بالإضافة لوجود أكثر من 70,000 لاجئ وطالب لجوء بناءً على أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين"، تستمر أطراف النزاع في ارتكاب الفظاعات تجاه المدنيين في اليمن.

في 19 مارس/آذار 2024م تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا حول تعرُّض منزل في حارة الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء للتفجير من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين"، أدى تفجير المنزل إلى تهدُّم منازل أخرى في محيطه، مؤديًا إلى سقوط قتلى وجرحى إثر الحادث.

لم يكن الحادث الوحيد الذي تتورط فيه أجهزة رسمية تابعة للحوثيين في تفجير منازل سواءً كانت لمدنيين أم تابعة لبعض خصومهم، بالرغم من ذلك اعترفت الجماعة بمسؤولية متورطين في حادثة رداع الأخيرة وإحالتهم للمحاكمة وجبر الضرر للمتضررين، والذي لم يكن في الحوادث المسجلة السابقة، لكن تستمر المطالبات بضرورة إنهاء محاسبة المسؤولين وجبر الضرر، وأن تخضع الحوادث الأخرى السابقة الموثقة أيضًا للتحقيقات المستقلة والحد من إفلات مرتكبيها من العقاب.

عـن الـمـنـطـقـة:

مدينة رداع، وهي إحدى المدن التابعة لمحافظة البيضاء إحدى المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين. تبلغ مساحة المدينة حوالي 306 كم2 من مساحة المحافظة. تُعرف مدينة رداع بمبانيها التاريخية، فهي المدينة اليمنية القديمة التي تشتهر بالعديد من المعالم التاريخية مثل قلعة رداع المعروفة أيضًا بقلعة الملك الحميري "شمر يهرعش"، والمساجد والمدارس التاريخية مثل مدرسة العامرية، ومدرسة البعدانية، ومدرسة البغدادية وغيرها.

صورة ملتقطة من موقع liveuamap لمدينة رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن.
شهدت محافظة البيضاء تغيرات كثيرة في المشهد الجيوسياسي، حيث كانت المحافظة واقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة لعقود من الزمن، والتي باتت "مركزاً لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب" حد وصف أحد الباحثين في مركز صنعاء للأبحاث بعد انسحابها من أبين في 2017م. لكن في سبتمبر/أيلول 2021م أعلنت جماعة الحوثيين سيطرتها الكاملة على محافظة البيضاء بعد معارك دارت مع تنظيم القاعدة آنذاك.

عـن الـحـادثـة

ادعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تفجير منزل في مدينة رداع في محافظة البيضاء وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، أول بلاغ للحادثة قادنا إليه البحث المعمق على إكس كان لحساب يعرِّف نفسه أنه "سياسي يمني"، يُدعى "عميد بن صلاح | 𐩱𐩡𐩲𐩣𐩺𐩵" الساعة 07:49:28 صباح يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024م بالتوقيت المحلي لليمن، والذي كتب منشورًا حول انفجارات واشتباكات في مدينة رداع، مستفسرًا بسؤال: "من يأكد لنا الخبر؟"

اختلفت سرديات الادعاءات حول سبب إقدام الحوثيين على تفجير المنزل، كتب حساب الإعلامي "سالم المصعبي" أنه قبل قرابة عام قُتل شقيق "عبدالله إبراهيم الزيلعي" والذي يُدعى "سيف" على يد صِهر أحد المشرفين، حيث تقدم الزيلعي بشكوى للدولة من أجل محاسبة القاتل ولكن الأخيرة أحالت الحادثة كقضية ثأر قَبَليَّة دون محاسبة. ولكن في اليوم الذي سبق التفجير تعرّف عبدالله الزيلعي على قاتل أخيه على متن أحد الأطقُم العسكرية، فقام بقتله، بالإضافة إلى قتل شخص آخر وجرح اثنين من أفراد الطقم. وعلى ضوء ذلك تحركت حملة أمنية لملاحقة الزيلعي إلى حارة الحفرة حيث تقطن عائلة آل الزيلعي، ولكن صادف أن "عبدالله الزيلعي" لم يكن في المنزل وقد غادر المديرية، لذلك في اليوم التالي وجّه مدير أمن رداع بالإضافة لأحد المشرفين بإفراغ المنزل من ساكنيه وتفجيره، وحدث التفجير. 
بينما تذكر سردية "نصر الدين عامر" نائب الهيئة الإعلامية للحوثيين، أن الحادثة لها أبعاد قَبَليّة، وحساسية مناطقية قديمة، حيث تمت تصفية حسابات داخل هذا البُعد لكن باسم الدولة، حيث قُتل أفراد من الأمن قبل الحادثة، فتجاوزوا من أنفسهم وفتّشوا المنزل -الذي كان فارغًا- وقاموا بتفجيره. مضيفًا أن العمل غير مُبرَر له، وسيخضع كل المتورطين للمحاكمة والمحاسبة.
تناقلت الحسابات فيديوهات ولقطات لموقع الحادثة مشيرةً إلى تهدُّم منازل أخرى بجانب منزل "إبراهيم الزيلعي" إثر التفجير.

أكد مركز القاهرة للدراسات بعد تحقيقه ومقابلاته مع شهود عيان أن التفجير كان صباحًا عند الساعة 06:30، ما أدى إلى انهيار المنزل وإلحاق أضرار جسيمة بخمسة منازل أخرى. مضيفًا أنه تلَقَّى "قائمة بأسماء تسعة أشخاص قتلوا خلال الهجوم، من بينهم طفلين وثلاث سيدات، وجميعهم من نفس العائلة. وأصيب سبعة أشخاص على الأقل في الهجوم".
فيما ذكرت شبكة إيجاز الإخبارية في منشور لها على منصة إكس، أن الحوثيين فجّروا منزل آل ناقوس وغرفة مجاورة تابعة لهم في حارة الحفرة وسط مدينة رداع محافظة البيضاء، مضيفًا أن منزل "آل اليريمي" المجاور لبيت ناقوس انهدم على رؤوس ساكنيه.
يذكر أيضًا الشاعر منير الرماح في فيديو نشره على قناته وهو يزور منطقة الحادثة حول تهدُّم منزل "الخلبي" ومنزل "الزيلعي" وتضرر منزل "الفيه" أيضًا. فيما نشرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ومنظمة مساواة للحقوق والحريات أسماء القتلى والجرحى بالإضافة لأسماء المنازل التي أقدم الحوثيين على تفجيرها وهي: 

1.منزل محمد اليريمي. 

2.منزلان لإبراهيم الزيلعي.

3.منزل علوي المجاهر.

4.منزل آل ناقوس.

5.منزل المواطن أحمد خلبي.

6.منزل المواطن صالح هادي.

7.منزل آل الفيه.
بعد مقارنة ورصد الأخبار المنشورة حول الحادثة منها تقرير منظمة
مساواة للحقوق والحريات، ومنشور الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بالإضافة لصور ملصقات منشورة في دعوة لتشييع الجثامين من عائلة سعد اليريمي،  يمكن تقدير ضحايا التفجير بـ 18 شخص بين قتيل وجريح. منهم 16 شخصًا وُثِّقت أسماؤهم. كما أشارت التقارير إلى اختطاف أحد الجرحى وهو "علي أحمد الخلبي" من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين بينما هو في حالة خطرة.  

لقطة شاشة أول بلاغ عن الحادثة على إكس لمنشور عميد بن صلاح ، مكتوبٌ عليه "ايش فيه في #رداع تفجير واشتباكات من يأكد لنا الخبر؟". يسار: تحليل الطابع الزمني للمنشور، نُشر في الساعة 07:49:28 صباح يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 بالتوقيت المحلي لليمن.

تلاه بدقائق منشور لحساب آخر يدعى "بيضاني وأفتخر" يذكر حدوث "جريمة في رداع من قبل الحوثي حيث قام بتفجير بيت بساكنيه من النساء والأطفال". كان النشر الساعة 07:57:38 بتوقيت اليمن.
عاود حساب "عميد بن صالح" نشر تحديث حول الحادثة بعد حوالي عشر دقائق من نشر أول بلاغ، ذاكرًا أنه كان تفجيرًا لمنزل الزيلعي بمدينة رداع في محافظة البيضاء، مرفقًا المنشور بفيديو يظهر فيه دخان تفجير ومدرعة عسكرية بالإضافة لمسلحين -قد يكونون جنودًا- وهم يرددون الصرخة، وهو شعار يرددونه جماعة الحوثيين دائمًا في محافلهم الجماعية.

لقطة شاشة ثاني بلاغ عن الحادثة على إكس لمنشور بيضاني وافتخر، مكتوبٌ عليه "عاجل جريمة كبرى يرتكبها #الحوثي صباح اليوم في #رداع حيث قام بتفجير بيت بساكنيه من النساء والأطفال !! سنورد لكم باقي التفاصيل". يسار: تحليل الطابع الزمني للمنشور، نُشر في الساعة 07:57:38 صباح يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024م بالتوقيت المحلي لليمن.

لقطات بانوراما من فيديو نشره حساب "عميد" لحظة التفجير للمنزل من قبل مسلحين. تظهر في الصورة مدرعة عسكرية.

الـمـوقـع الـجـغـرافـي:

ذكرت العديد من المصادر على مواقع التواصل الاجتماعي أن التفجير كان في حارة الحفرة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء. ضيّق هذا الوصف نطاق البحث عن الموقع الجغرافي لمكان الحادثة. كما نشرت حسابات مواد بصرية متعددة اختلفت بين فيديوهات التُقِطَت بعد حدوث الهجوم مباشرة أو بعد مرور أيام.

نشر حساب المصورة الفوتوغرافية جهاد محمد قصة مصورة على منصّة إنستجرام، في اليوم التالي من تاريخ الحادثة 20 مارس/ آذار 2024م الساعة 19:43:09 فيديو ملتقط من على أحد المباني المقابلة للمنطقة التي تم تفجيرها، يظهر حجم الدمار والمساحة المنهارة من البيوت المجاورة للمنزل الذي تم تفجيره. كتبت جهاد على الفيديو أن المنزل الذي تم تفجيره يقع أمام بيت جدها في رداع شارع الحفرة.

لقطة شاشة توضِّح الطابع الزمني لنشر قصة على منصّة الإنستجرام للمصورة الفوتوغرافية جهاد محمد باستخدام أداة Exact Time Viewer for Instagram . شاركت قصة مصورة عبر منصّة إنستجرام في 20 مارس/آذار 2024م الساعة 7:43:09 مساءً.

من خلال مشاهدة لقطات فيديو جهاد يمكن ملاحظة أنه ربما اُلتقِط بعد الحادثة وقبل وصول أي فرق إنقاذ. عند مطابقة فيديو جهاد بلقطات نشرتها قناة اليمن الفضائية أثناء بدء الأعمال الإنشائية وجبر الضرر -حسب ادعائهم- ظهر التطابق واضحًا، ما يؤكد أنه لنفس الموقع الذي تم فيه التفجير.

صورة بانورامية من لقطات الفيديو الذي نشرته جهاد على إنستجرام. يظهر منظر علوي للمنطقة المدمَّرة جراء التفجير والمباني المحيطة.

مطابقة للقطات فيديو جهاد محمد وفيديو نشرته قناة اليمن الفضائية أثناء بدء الأعمال الإنشائية، يمكن ملاحظة التطابق في العناصر البصرية.

عند التمعُّن في فيديو قناة اليمن الفضائية ظهرت أحد أشجار النخيل واضحة خلف أحد المباني الشرقية التي تضررت وانهدمت جزئيًا بالإضافة إلى شجرة أخرى أمامها. كما ظهرت النخلة أيضًا إضافةً لنخلة أخرى حول منطقة التأثر في فيديو صوّرهُ مؤخرًا الشاعر "منير الرماح" ونشره في قناته على اليوتيوب.

لقطات من تقريرين، فيديو قناة اليمن الفضائية تقرير1 وتقرير 2 لزيارتين مختلفتين لموقع الحادثة، تظهر شجرة نخيل واضحة خلف أحد المباني المدمَّرة في الجهة الشرقية بالإضافة لشجرة أخرى أمامها.

لقطات من فيديو الشاعر منير الرماح على اليوتيوب، والذي أظهر الموقع بعد التنقيب، تظهر شجرة نخيل أخرى إضافة لشجيرة صغيرة في الجهة المقابلة.

بعد التدقيق في العناصر البصرية في فيديو الرماح وفيديو نشره وزير الإعلام للحكومة المعترف بها دوليًا معمر الإرياني، بالإضافة للتأكد من شكل الجبال المتكوِّنة والتي ظهرت في فيديو المصورة الفوتوغرافية جهاد؛ أمكننا الوصول إلى الموقع الجغرافي الدقيق للموقع المتأثِّر جراء الهجوم، والذي يقع في حارة الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء عند إحداثية 14.41648، 44.84230.

مطابقة لقطة شاشة من صور الأقمار الصناعية على خرائط جوجل، مع لقطات من فيديو الرماح، ومعمر الإرياني.

مطابقة لشكل الجبال المحيطة بالموقع ظهرت في لقطة فيديو جهاد محمد، تمت المطابقة باستخدام أداة Pikpeakvisor لتحديد الجبال.

تُعرف حارة الحفرة بمبانيها القديمة المصنوعة من الطين، والتي تظهر متشابهة في الطراز المعماري كما يوضّحه تقرير سابق نُشِر على "قناة السعيدة" عن المدينة وأبوابها؛ يمكن ملاحظة ذلك من خلال الملامح البصريَّة المنشورة حول الحادثة. لا يُستبعد أن تكون المنازل المتضررة جراء الهجوم تضرّرت لنفس السبب كونها مبنية من الطين وذات بناء معماري قديم.

أعلى صورة بانوراما من فيديو "شبكة إيجاز" على موقع إكس لموقع الحادثة. أسفل: مجموعة صور من فيديو قناة اليمن الفضائية

ذكرت منظمة مساواة للحقوق والحريات والشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن البلاغات التي تلقتها تفيد تفجير 8 منازل للمدنيين في حي الحفرة، منها منزلين كان يتواجد بهما سكان. فيما ذكر مركز القاهرة تفجير منزل وتضرُّر خمسة منازل أخرى جراء التفجير. وعند النظر في شكل توزيع المنازل عبر صور الأقمار الصناعية؛ تظهر متلاصقة وهذا تقريبًا كان سببًا رئيسيًا في الضرر الكبير الذي تكوَّن. يمكن تقدير عدد المنازل بإجمالي سبعة منازل متضررة حسبما تسمح الرؤية بذلك. لا يعني ذلك أن التقدير دقيق كون حدود المنازل غير واضحة في صورة الأقمار الصناعية المتوفِّرة وبسبب التصاقها ببعضها أيضًا.

لقطة شاشة لصورة أقمار صناعية من خرائط جوجل، القطع الملونة تظهر المباني المحتملة التي تضررت وتهدمت إثر التفجير.

بالإضافة لتضرر زجاج نوافذ المنازل المحيطة نتج ربما من قوة أثر التفجير. أظهرت لقطات فيديو قناة اليمن الفضائية، وفيديو الرماح بعض تلك الأضرار.

نشر الإعلام الأمني التابع لجماعة الحوثيين ردًا يوضّح ملابسات ماحدث في مديرية رداع بمحافظة البيضاء على لسان الناطق باسم وزارة الداخلية، والذي ذكر فيه أن ما حدث كان "نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة بعض المخربين الذين هاجموا رجال الأمن في وقت سابق"، حيث "قام بعض الأفراد كردة فعل غير مسؤولة باستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني، بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية" مضيفًا أن وزارة الداخلية قامت بتشكيل لجان ميدانية مستعجَلة للتحقيق في تفاصيل الحادثة.
نددت أيضًا بعض القيادات الحوثية بالحادثة منهم محمد البخيتي الذي نشر على منصّة إكس معلقًا على ما حدث ووصفه بأنه "مؤشر خطير على وجود الكثير من المظالم التي يجب على جماعة أنصار الله التحرُّك العاجل لحلِّها"، مع ذلك كان للطرف الآخر، الحكومة الشرعية، رأيًا آخر في تنديداتها حول الحادثة، حيث ذكر معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة للحكومة أن جماعة الحوثيين منذ الانقلاب "اتخذت من سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها قسرًا؛ منهجًا وأسلوبًا لإرهاب المواطنين"، والذي أكدّه أيضًا في سلسلة منشورات على حسابه في منصّة إكس، حيث نشر أن "جريمة رداع ليست الأولى ولن تكون الأخيرة" مرفقًا فيديو يوثِّق أحد التفجيرات القديمة والتي كانت لمنزل "علي محمد الحبيشي" والذي قُتِل أفراد من عائلته جراء تفجير الحوثيين لمنزله.
الجدير بالذكر أنه سبق ووثّقت منظمات محليّة انتهاكات مشابهة سابقة للحوثيين منذ استيلائهم على السلطة في سبتمبر/أيلول 2014م، أحدها
تقرير منظمة التحالف اليمني لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان، والتي وثّقت في الفترة (بين 1 سبتمبر/أيلول 2014م وحتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018م) تفجير 753 منزلًا سكنيًا من قبل جماعة الحوثيين وقوات صالح قُبَيل فض تحالفهما، وجماعة الحوثيين بعد تفكُّك ذلك الحلف بواسطة العبوات الناسفة والألغام المتفجرة والديناميت، والتي تحتوي على مادة "تـي إن تـي".
فيما وثّق المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) في الفترة (مارس/آذار 2011م وحتى سبتمبر/أيلول 2023م) ارتكاب جماعة الحوثيين (703) حالة انتهاك متمثلة في تفجير المنازل في (15) محافظة يمنية، حيث كانت محافظة البيضاء هي الأعلى من حيث عدد المنازل المُفَجّرة بواقع (118) منزلًا تم تفجيره، خمسًة منهم قامت بتفجيرها قوات القاعدة. 
تستمر التحديثات في التداول حول أنباء الحادثة، فقد نشرت العديد من المواقع منها موقع
المصدر أونلاين أن الناجي الوحيد من عائلة اليريمي تم اختطافه من قبل الجماعة ونقله إلى مدينة يريم بمحافظة إب، وأجبرته على توقيع موافقة على دفن أسرته بضحاياها مع وعده بأن يتم بناء منزل لمن تبقى من الأسرة في مدينة يريم بمحافظة إب. 
لا أدلة متاحة حول حقيقة هذه الادعاءات إلى لحظة كتابة هذا التحقيق، ولا أدلة أيضًا حول جهود نُفِذَت لجبر الضرر وتعويض المتضررين، ولكن ما يمكن تأكيده أن
تشييع الجثامين كان بالفعل في مدينة يريم بمحافظة إب. فيما نفت وكالة سبأ إكراه أقارب الضحايا على دفن جثامين قتلاهم.

سـرديـات حـول الـحـادثـة

الـمـنـهـجـيـة

جمع المعلومات: تمّ التحقق وجمع وحفظ وتحليل مقاطع الفيديو والصور من وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية المنشورة، مع مراعاة التنوع في استخدام محركات البحث على الإنترنت، والتنوع في استخدام المصادر، والتنوع في استخدام كلمات البحث المفتاحية، ولغة البحث. بلغ عدد المصادر التي تمّ استخدامها في التحقيق 36 مصدرًا بوسائط مختلفة.
التسلسل الزمني: تم تحديد نطاق تاريخ ووقت الهجوم من خلال عمليات البحث المتقدمة على منصّة إكس"تويتر سابقًا"، والبحث على منصّة فيسبوك باستخدام أداة "WhoPostedWhat"، بالإضافة لاستخدام أداة "InvID" للبحث باستخدام نطاق زمني محدد للوصول إلى أول الناشرين عن الحادثة على منصّة إكس. وتحليل الطابع الزمني وإيجاد الوقت الدقيق للنشر عبر أداة "TweetedAt".
التحقًُق من الموقع الجغرافي: تمّ تحديد الموقع الجغرافي لمكان التأثير من خلال البحث على مواقع صور الأقمار الصناعية مثل "Google maps" و"Google Earth"، ومقارنتها مع صور نُشرت لمكان الحادثة قبل أو بعد الهجوم، إضافة لذلك، تم إجراء مقارنة بصريّة لصور تظهر تشكّل الجبال في المنطقة ومطابقتها مع الجبال في الموقع الجغرافي عبر أداة "Pikpeakvisor" كطبقة إضافية للتحقق من  الموقع الجغرافي.

جاء هذا التحقيق نتيجة لمراحل متعدِّدة من تحليل المعلومات المتوفرة مفتوحة المصدر، والتي وفَّرت بيانات حول تاريخ ووقت وموقع الحادثة، والجهة المسؤولة عن التفجير، والسياقات الأخرى المتصلة. أُعد التحقيق بغرض توثيق الحادثة ولكي يبقى ذاكرة حية على الانتهاك، ولتعزيز جهود العدالة والمحاسبة وجبر ضرر المتضررين.